جميعنا نملك نفس اليوم، نفس عدد الساعات ولكن إحساسنا بهذا الوقت يختلف من أحد لآخر! لماذا إذن يشعر البعض بضيق الوقت وضعف الإنجاز ويتفاجأ بيوم مولده عام وراء آخر! والبعض الآخر بنفس هذه الساعات يديرون اعمالا ضخمة، يحققون ثروات عظيمة، يقضون أوقاتا رائعة مع عائلاتهم، يسافرون، ويقيمون شعائرهم الخاصة! الفرق يكمن في كيفية إدارة الوقت والتخطيط لكل يوم وكل عمل.وبعضنا ينجز بالفعل أعمالا كثيرة لكنه يعاني مع تنظيم يومه بالشكل الأمثل بخاصة إذا كنت عاملة أو تشتغلين بالعمل من المنزل مع الدراسة أو أعمال المنزل. في هذه التدوينة اشاركك هنا ماقد جربته قبلا وصنع معي فارقا ملموسا، وهنا سردت بعض النصائح من تجربتي مع العمل من المنزل في وجود أطفال صغار دون الخامسة.
10 خطوات عملية وبسيطة لإدارة وقتك بشكل فعال ومثمر
النوم مبكرا والإستيقاظ مبكرا
“بورك لأمتي في بكورها” صدق رسول الله -صلي الله عليه وسلم-. أفضل العادات التي يمكن أن تمنحك سعة في الوقت والإنجاز هي الإستيقاظ مبكرا وبالتحديد مع الفجر وهي مرتبطة بالطبع بأخذ قسط كافي من النوم بالنوم مبكرا، فإذا استطعت الإستيقاظ لصلاة الفجر وإكمال يومك حتي فترة الظهيرة حتي وإن عدت لفترة قيلولة مرة أخري ستلاحظي فرق عظيم في بركة الوقت، يتحول اليوم لثلاث أيام تقريبا 🙂
كتابة المهام المطلوبة
جربت أن أعمل بلا كتابة وأن اكتب ما يتوجب علي انجازه، الفرق شاسع حتي وإن أنجزت في الحالتين. كتابة المهام المطلوبة لها فائدتان عظيمتان
1. تسهل عليك تذكر المطلوب
2. تمنحك الشعور الإنجاز
إن كنت مثلي من المدرسة القديمة مدرسة الورقة والقلم فاستحدمي To Do List والقلم كل يوم ستساعدك ورقتي التي صنعتها لنفسي بالتأكيد.
حملي الآن نسختك المجانية من To Do List
استخدام منظمات الأعمال
أما إن كنت من المدرسة الحديثة، محبة للتكنولوجيا فستفيدك بالتأكيد المنظمات الإلكترونية مثل
-
Evernote
خيار رائع لمن لهم أعمال عديدة في أماكن متفرقة مثل العمل الحر أو عبر الإنترنت أو يديرون مشاريعهم الخاصة مع حسابات التواصل. تساعد المنظمة علي أخذ الملحوظات وتجميعها جميعا في مكان واحد مع إمكانية تحديثها بشكل تلقائي من جهاز لآخر كالجوال واللاب توب مثلا. أستخدمها بشكل شخصي فيما يخص أعمال المدونة والعصف الذهني للأفكار والمشروعات الخاصة بها. لديهم خطط مجانية ومدفوعة، الخطة المجانية مثالية للتنظيم الشخصي أما لو كنت ممن يديرون فرق عمل فستضطرين للإستعانة بخطة مدفوعة، تصفحي ايفر نوت
-
Trello
خيار رائع آخر لمحبي تنظيم الأعمال، أحبه جدا والتعامل معه سهل ومريح جدا، أسهل بكثير من Evernote. هو حل ممتاز لمحبي البساطة. يسمح لك بالتخطيط لكل شئ ويعطيك خيار بسيط To Do ، Doing, Done نموذج مثالي للإنجاز فيما يتعلق بمهامك اليومية. إن كنت تعملين مع فريق فيمكنك دعوتهم للوحة الأعمال المشتركة بينكم ومتابعة الإنجاز أول بأول. لديهم أيضا خطط مجانية وخطط مدفوعة، المجانية رائعة وكافية للإستخدام الشخصي، تصفحي تريللو
-
Google Calendar
أحد منتجات جوجل الغنية عن التعريف، يتميز بالتكامل مع باقي منتجات جوجل لريادة الاعمال مثل الإيميل وإدارة الحسابات هو خيار جيد لمحبي المجانيات، تصفحي مفكرة جوجل
عمل روتين يومي
لا شئ ينجز علي المدي البعيد أفضل من صنع عادات والالتزام بها. العادات مجهود شخصي بعضها ينمو معنا منذ الصغر نتيجة لما عودنا عليه أهلينا وبعضها نصنعه نحن ونلتزم به ثم نجني الثمار. هذه العادات قد تكون قراءة ورد يومي من القرآن، لعب ساعة مع طفلك، قراءة خمس صفحات من كتاب كل يوم وقد تكون الإلتزام بالصلاة فور سماع الآذان.
جميعها عادات تصنع فرقا رائعا في تحسين حياتنا علي المدي البعيد.كتاب قوة العادات لتشارلز دويج يحكي عن قوة العادات في حياتنا اقرأيه لمزيد من الفائدة.احصلي علي نسختك العربية المطبوعة من هنا أو استمعي للكتاب مجانا من هنا.
اصنعي روتين يومي يتضمن أعمال محددة في أوقات محددة والزمي نفسك بها واحكي لي عن النتيجة 🙂
إغلاق التلفاز
التلفاز هو أحد سارقي الوقت ومسببات ضعف الهمة، إن كنت من محبية فيمكنك التمرن علي الإستغناء عنه شيئا فشيئا عن طريق هذه الخطوات العملية..
1. وضع خيار أو اثنين فقط للبرامج التي تحبين متابعتها.
2. كتابة موعد محدد لفتح التلفاز في الموعد المحدد للبرنامج الذي اخترته.”اكتبيه في قائمة المهام اليومية” وليكن هذا أحد خطط الترفية اليومية لك.
3. ضعي هذه الخطة كتحدي لنفسك عليك إنجازه لتحويله لعادة يومية.
4. كافئي نفسك إن استطعت الإلترام بخطتك.
تقنين التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي
لا أنكر أني كنت في أحد فترات حياتي من مدمني مواقع التواصل لدرجة أني كنت أتعجب، ماذا يفعل الناس بتواجدهم علي الإنترنت إن لم يتصفحوا حسابات التواصل الإحتماعي لديهم! يبدو لي الأمر مضحك الآن 🙂 صرت أتعجب لماذا يضيع الناس أكثر من نصف يومهم علي هذه الحسابات مهملين حياتهم الحقيقية وتاركين إنجازات عظيمة يمكن أن ينجزوها في أوقات فراغهم. أطلت الحديث! المهم.. قنني التعامل مع سارقات الوقت والطاقة. يمكنك استخدام نفس الخطوات التي سردتها قبلا في الإستغناء عن التلفاز هنا أيضا كما يمكنك إستخدام الوسائل التي تساعدك في ذلك مثل..
-
Screen time أو وقت الشاشة
خيار رائع لمستخدمي الآيفون حيث يمكنك تحديد جدول لتفعيل تطبيقات معينة تعمل في الوقت الذي اخترته أنت للبعد عن جوالك، فإن كانت أعمالك الهامة ستتوقف عند توقف ساوند كلاود مثلا حيث تستمعي لكتاب صوتي، اختاري إذن تفعيل ساوند كلاود فقط وسيعمل وحده مع المكالمات وستتوقف باقي التطبيقات.
-
Offtime
تطبيق جيد لمستخدمي الأندرويد، يقوم بنفس عمل Screen time option في الآيفون، حيث يمكنك تحديد تطبيقات معينة للعمل في أوقات معينة.
الإنتباه لسارقات الوقت الخفية
– جلسات النميمة، ذنوب ومضيعة للوقت والهمة بالطبع لا أقترح عليك قطع علاقاتك ولكن يفضل جعلها في نطاقها الصحيح.
– مكالمات الهاتف الطويلة، سارقة للوقت، مضيعة للإنجاز ومثبطة للهمة. جربي التوقف عنها ولاحظي الفرق الهائل في حياتك.
ربط الأعمال اليومية بأوقات الصلوات
عندما تزاحمت علي الأعمال وبمحض الصدفة ألهمني الله أن أقسم اليوم تبعا لأوقات مابين الصلوات ووجدت الفرق الرهيب في تنظيم اليوم! فمثلا كان لدي عملي الخاص، التعليم المنزلي لطفلي، أعمال البيت، وقت العائلة، وقتي الخاص للتعلم، ووقت الراحة، جربت أن أضع كل بند من هذه بين صلاتين فوجدت أني أنجز جميع الأعمال يوميا بلا تداخل أو تضارب فيما بينها، سبحان الله بالتأكيد لم يقسم الله اليوم لخمسة أجزاء عبثا حاشاه!
أوقفي التسويف، ابدأي الآن
لا تسوفي، التسويف هو العدو الأول للإنجاز. إن عزمت علي تعلم مهارة جديدة ككتابة المقالات مثلا فقومي الآن، ضعي خطة، ابحثي عن أدواتك، وابدأي الآن, التسويف كضغطة زر الغفوة عندما يرن منبهك، سيؤول الضغط لتوقف المنبه والنوم مرة اخري ومن ثم ضياع فرصة الإنجاز!
العزيمة والمرونة والإيجابية
تحلي بالعزيمة والإصرار علي صنع تغيير حقيقي في حياتك، أخفقت؟ ما المشكلة جميعنا نقع لكن المجد لمن ينهض مرة أخري بنفس الهمة والإصرار، وكوني مرنة ذات نظرة إيجابية لا بأس إن اخفقت في تحقيق مرادك اليوم، ماذا عن غدا؟!
لا تنسي أنه إن تحدثنا عن تغيير ملموس في حياتك فآلاف المقالات والنصائح لا تساوي شيئا مقارنة بعمل واحد حقيقي تكتبينه، تخططين له وتنفذينه علي أرض واقعك.
انتهت نصائحي المجربة لك الآن لكن تباعا سأنشر لك كل فائدة انتفعت بها يوما خلال عشر سنوات من العمل والأمومة.
لا تتردي في مراسلتي إن ساعدتك هذه الكلمات في تغيير ولو شئ يسير من جوانب حياتك، وإن كان لديك ما تضيفينه فمرحبا به في التعليقات.