منذ عدة أشهر قرأت أحد المنشورات علي الفيس بوك يقول أن المرأة الغبية هي من تتزوج وتجلس في البيت، مشيرا إلي أنها تنحدر بذلك وتصبح بلا قيمة وبالطبع فالمرأة العظيمة هي من تكمل مسيرتها المهنية خارج المنزل بعد الزواج! استفزني المنشور حقيقة حتي أني لأول مرة كتبت عما قمت به خلال سنوات زواجي ومكوثي في البيت. عن الإنجازات الشخصية بالطبع التي أنجزتها والتي حسنت مني أضعاف ما كنت وأنا عاملة. لقي المنشور رواجا وتلقيت الكثير من الأسئلة من البنات والأمهات تحديدا عن كيف استطعت أن أفعل هذا في أربع سنوات فقط ومع إنجاب طفلين! كنت أكتب لكل منهن بشكل فردي.
عندما أطلقت مدونتي عدت لأستقبل نفس السؤال مرة أخري، كيف أجد الوقت لأدير أعمال مدونتي بينما أطفالي صغار دون الخامسة؟ ماذا أفعل مع أطفالي لأستطيع العمل من المنزل بينما نحن جميعا راضين؟
كتبت قبلا عشر نصائح عملية للتغلب علي ضيق الوقت وضعف الإنجاز واليوم أكتب عن إدارة العمل من المنزل أو التدوين الإحترافي في وجود أطفال. التدوينة مباشرة للأمهات العاملات من المنزل عبر الانترنت، العاملات عن بعد وأيضا الأمهات ذوات العمل الجانبي لتحقيق دخل إضافي من البيت، وبالتأكيد الأم التي تخطط للعمل الحر ومترددة بشأن الأطفال.
10 نصائح للعمل من المنزل في وجود أطفال دون الخامسة
تنقسم هذه النصائح لجزئين، جزء خاص بطفلك وجزء خاص بك أنت!
أولا الجزء الخاص بالأم العاملة من المنزل
1. اخرجي خارج منطقة راحتك الشخصية
وأعني أن هذا عملك أنت، استثمارك لنفسك وبالتالي عليك الإقتطاع من راحتك له. وراحتك هي غالبا فترة نومك، يؤسفني قول هذا حيث أن النوم هو أفضل شئ في الوجود بالنسبة لي 🙂 لكنها الحقيقة المؤسفة! لن تستطيعي إنجاز أي شئ عظيم خارج المألوف ما لم تقتطعي من وقت نومك لعمله. الجيد أن الأطفال ينامون عدد ساعات كبير قد يصل إلي اثني عشر ساعة. قسمي هذا الوقت جزء لنومك وجزء لعملك.
2. بسطي مهمة وركزي عليها
أي لا تزحمي عقلك بالكثير من الأشياء التي عليك عملها. ألم تسمعي أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة؟ جميل اتركي الألف ميل وركزي علي هذه الخطوة. إن كنت مدونة أي تديرين عملك بالربح من التدوين من المنزل فستكون هذا الخطوة مثلا هي مهمة واحدة حالا أن تنشئي مدونتك. إنتهيت؟ لتكن المهمة الوحيدة التالية هي إنشاء صفحاتك الثابتة، انتهيت؟ لتكن مهتمك التالية هي تصميم ألوان المدونة، وهكذا! مهمة واحدة فقط عليك إنجازها ومن ثم الإنتقال للتي بعدها. سيقلل هذا من الضغط النفسي عليك والشعور بالتوهان والإحباط.
3. اطلبي العون
اطلبي المساعدة في أوقات الضغط أو أوقات العمل الزائد التي لا تمنحك رفاهية التأجيل. اطلبي من زوجك رعاية الأطفال لمدة أو لحين إنتهائك. وإن كان لديك خيارات أخري كوالدتك، أختك أو صديقتك المقربة فهذا أمر جيد حتي لو كان ضمن صفقة أن يتم الأمر بالتبادل بينك وبينهم في أوقات مسئولياتهم أيضا.
4. ضعي خطة أسبوعية
خطة أسبوعية أي خطة موزعة علي الأيام. لا يتسع اليوم الواحد لكل شئ وإن حاولت ستفشلي وتحزني. من البداية خصصي يوم نهاية الأسبوع لوضع خطة الأسبوع الجديد حسب أولولياتك لهذا الأسبوع والمهام المطلوب منك. للتوضيح.. تشمل خطة الأسبوع مهام عملك مقسمة بحسب العمل نفسه فإن كنت مدونة ليكن أحد أيامك لكتابة المحتوي والآخر للرد علي الإيميلات والثالث لتصميم الصور وهكذا، مشاوير خاصة بالأولاد مثل الخروج للمكتبة أو المنتزهات مثلا، أعمال البيت الغير معتادة يوميا كتنظيف النوافذ مثلا 🙂 لاحقا سأكتب عن كيفية عمل خطة أسبوعية بالتفصيل إن شاء الله.
5. اكتبي قائمة بمهامك اليومية To Do List
كتابة المطلوب نصف إنجازه. المهم عند كتابة المطلوب منك أن تضعيه معقولا قابلا للتطبيق وفي حدود مقدرتك الشخصية وما يسمح به وقتك. مثال.. تعرفي أن لديك موعد عند الطبيب اليوم وبالتالي خروج من المنزل ووقت مستهلك زائد عن الطبيعي، لتكن مهامك اليوم أقل من الطبيعي بقليل بحيث يتسع وقتك لإنجازهم. ماذا يحدث إن لم تنهي ماكتبت أن عليك انهائه اليوم؟ بالضبط 🙂 تأنيب الضمير والشعور بالسخط علي النفس! لماذا إذن؟ بسطي المهام وانجزيها.
حملي الآن نسختك المجانية من To Do List
ثانيا الجزء الخاص بطفلك
1. اشرحي لطفلك
إن اضطررت للعمل بينما أطفالك حولك فعليك احترام وجودهم وأبسط أشكال الإحترام هو التبرير للطفل. طفلك يعتبرك ملكية شخصية وبالتالي يغار عليك من كل ما يمكن أن يشغلك عنه وهذا يفسر لك السلوك السيئ الذي قد يكون غير معتاد بالنسبة لك منهم. اشرحي لطفلك أن هذا عملك وأنك مضطرة للقيام به من أجلك وأجلهم وأن عليهم إحترام وقت عملك ورغبتك. يستطيع الأطفال بعمر الثالثة فهم هذا الكلام وتفهمه جيدا إن كانوا متشبعين قبلا بالإهتمام والتقدير.
اقرأي كتاب كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك، أو استمعي للنسخة الأصلية مجانا من هنا عند تجربتك Audible لشهر مجانا.سيفيدك جدا إن شاء الله
2. استخدمي ألعاب تنمية المهارات
الليجو الليجو 🙂 الساحر الذي يجذب الأطفال بل والكبار! من أفضل ما أقضي فيه وقتي مع طفلي ونستمتع معا ويقضي طفلي معه وقت طويل. استخدمي الليجو وما هو علي شاكلته من ألعاب ال IQ وتنمية المهارات تجدينها مصنفة حسب سن الطفل. تتميز هذه الألعاب بأنها تحتاج لتركيز الطفل وتخاطب إحساس المسئولية والإنجاز وبالتالي الثقة بالنفس عند إتمام المهمة 🙂 لذلك تشغل الطفل لمدة ليست بالقصيرة.
تجدي الليجو هنا متوفر لكل الأعمار تقريبا وهنا أيضا إن كنت من محبي السوق الصيني. كما تجدي هنا ألعاب منتسوري وتنمية المهارات وهذه أسواقي المفضلة والآمنة للشراء من علي اكسبريس هذا و هذا و هذا والتي غالبا ما أجد عليها كل ما يمكن أن أحتاجه لأطفالي.
3. اشغلي طفلك يما يحب
أي لاحظي اهتماماتهم المرحلية أو المراحل الحساسة إن كنت تعرفين عن فلسفة منتسوري، المرحلة الحساسة هي مرحلة يهتم فيها الطفل بمهارة معينة ولفترة معينة مثل أن يهتم باللعب بالماء أو صبه من وعاء لآخر، أن يهتم بالألوان أو الأرقام أو الحروف. هذه المرحلة هي كنز لك كأم لتعلمي طفلك مهارة يحبها وفي نفس الوقت تشغليه بشئ مفيد وممتع له لفترة ليست بالقليلة. كيف يمكنك إستغلال هذه الفترة؟ بتقديم أنشطة تدور حول إهتمامه. فإذا كان يهتم بالألوان مثلا جهزي نشاطات حولها. إن كان يهتم بالماء احضري كرات ليقذفها في الماء ويصطادها والأمثلة في هذا الموضوع لا حصر لها.
4. علمي طفلك الإعتماد علي النفس
أفضل ما يمكن أن تعلميه لطفلك لنفسه ولك هو تعليمه الإعتماد علي النفس وخدمة نفسه بنفسه. أعني المهام البسيطة مثل إحضار كوب الماء، إعداد وجبة صغيرة وترتيب الألعاب. كل هذه المهام يستطيع الطفل البدء فيها من عمر العام ونص أو أقل حسب استيعاب الطفل واهتمامك بتدريبه. بالطبع يحتاج الأمر إلي بعض التيسير منك كإعداد بعض الوجبات مسبقا علي رف منخفض في الثلاجة وإعلام الطفل بمكانها حيث يمكنه الرجوع لها وقت حاجته، وضع أكواب المياه وأدواته الخاصة في مكان مخصص بالمطبخ ليعود إليها وقت الحاجة وهكذا. شيئا فشيئا سيتقن الطفل المهمة ويكررها دون الحاجة إليك وبالتالي يمكنك مع الوقت إيجاد بعض الوقت للقيام بالمهام السريعة لعملك.
5. شاركي أطفالك وقتهم
يحب طفلك اللعب وقضاء الوقت معك. هذا جيد في الحقيقة لشعور الطفل بأنك قريبة منه وأنك تمنحيه من نفسك ووقتك، ويكسب الطفل الثقة فيك وفي نفسه! نحن متفقون قبلا أن لكل شئ وقته. في وقت طفلك انسي عملك ومهامك ومدونتك، انسي أن هناك شيئ آخر غير طفلك. لا تتعاملي أن هذا واجب عليك وإنما هو وقت المرح واللعب واكتساب بعض الطاقة الإيجابية. وجودك مع طفلك في وقته سيجعله يتفهم حديثك عن الوقت الإضطراري للعمل بينما هو يلعب وحده.
أذكرك ونفسي أننا جميعا اخترنا العمل الحر وقد اخترت شخصيا التدوين الإحترافي تحديدا لما يسمح به من أقصي حدود المرونة في الوقت والجهد المبذولين لعدم الإرتباط بجدول زمني معين هذا لأننا فضلنا جانب البيت والعائلة وإن كان العمل مهما لكنه ينزل للمرتبة الثانية! لذلك لا داعي لجلد الذات أو ضغط نفسك ومن حولك، تحلي بالمرونة في نفس الوقت الذي تخططين فيه جيدا لعملك وأهدافك. وتحلي بالإيجابية فكل سقطة تحمل درسا ودرسا بعد آخر ستصبحين خبيرة 🙂
وأخيرا أعطيك بعض الدروس التي أخذت مني وقتا ليس هينا لأتدرب عليها!
- ارضي عن نفسك أنت بارعة ولولا ذلك ماكنت لتقرأي هذا الآن والكثير من بنات حواء ينسفن وقتهن نسفا في مالا يفيد.
- أنت بطلة ورائعة تعملين علي تحسين حياتك وتهتمين بأطفالك وترعي بيتك وتقومي بمسئولياتك فلا تستمعي لأي صوت يخبرك بغير ذلك.
- سامحي نفسك علي أي تقصير ولا تسعي للكمال!
- افخري بنفسك وامنحيها الراحة عندما تتعبين دون تأنيب ضمير.
- كافئي نفسك علي كل عمل جيد تقومين به وتنفسي نفسا عميقا لترتاحي في وسط الرحلة.
- أنت لست روبوت!
هل أفادتك التدوينة؟ اخبريني في التعليقات، وإن كان لديك ما تضيفينه فمرحبا به.